الخميس 25 أبريل 2024
توقيت مصر 00:05 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

بالصور.. ضريح الإمام "الليثى" شيخ الإسلام

ضريح الإمام "الليثى" شيخ الإسلام

"كانت زيارتي للمسجد في السادسة والنصف صباحًا وكانت أبواب المسجد وضريحه على مصراعيها، لاستقبال زائريهم من جاء للزيارة أو من يعمل بالمكان أو من يرزق من ورائه، ولن يصاحبك في جولتك داخل المسجد أو يتطفل عليك أحد فالتطفل بالخارج عند خروجك وبعض جنيهات لكل منهم قد تفي بالغرض.

والمسجد من الداخل عبارة عن مدخل به مكان مخصص لوضع الأحذية، صالة ليست بالكبيرة للصلاة وغرفة يرقد بها الضريح وغرفة للعلم وغرفة للإمام، أعشاش للطيور المغردة لم أتمكن من معرفة أنواعها إلا أن أصواتها العذبة تطرب الآذان ولم يبني أعشاشها إنسان بل هي استكانت فأمنت فبنت مستقرة دون إزعاج، وهناك الأتربة التي تملأ كل شىء الضريح الذي يظهر من خلف الزجاج المشغول التي تراه واضحًا عندما يشعل النور بصورة تلقائية مع موتور خاص يشعل تلقائيًا كل فترة من الوقت، والأرض التي تبدو أنها لا يتم تنظيفها وسجادها إلا كل فترة بعيدة وربما يكون السبب الإصلاحات التي يتم العمل بها خارج جدرانه وعلي بعد خطوات منه لعمل كوبري جديد.

الإمام الليثي هو شيخ الإسلام أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي القلقشندي ولد 94 هجريا وتوفي 175 هجريا وهو فقيه ومحدث وإمام أهل مصر في زمانه، وصاحب أحد المذاهب الإسلامية، ولد في قرية قلقشندة وأسرته أصلها فارسي من أصبهان، وكان أحد أشهر الفقهاء في زمانه، فاق في علمه وفقهه إمام المدينة المنورة مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: "الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به"، وبلغ من العلم مبلغ كبير وكان حاكم مصر وقاضيها، وناظرها كانوا يرجعون إِلى رأيه، ومشُورته.

وكان الإمام الليث ذا ثروة كثيرة مصدرها الأراضي التي كان يملكها، لكنه كان رغم ذلك زاهد وفق ما نقله معاصروه، فكان يطعم زواره في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر، وفي الصيف منقوع اللوز في السكر، أما هو فكان يأكل الخبز والزيت. وقيل في سيرته: أنه لم تجب عليه زكاة قط لأنه كان كريماً يعطي الفقراء في أيام السنة؛ فلا ينقضي الحَول عنه حتى ينفقها ويتصدق بها. مَاتَ اللَّيْثُ لِلنصف من شعبان، سنة خمس وسبعين ومائَةٍ، أي قبل وفاة الإمام مالك بأربع سنوات وقيل غير ذلك، وأقيمت له جنازة كبيرة في مصر، وقال البعض إن قبره مكان مبارك معروف بإجابة الدعاء.

توفي الليث بن سعد في مصر في يوم الجمعة 15 شعبان سنة 175 هـ، وكانت جنازته عظيمة، وحزن عليه أهل مصر، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي والي هارون الرشيد على مصر، دفن الليث بن سعد في مقابر الصدفيين في القرافة الصغرى، كان قبره في البداية على هيئة مصطبة حتى بني أبو زيد المصري أحد كبار تجار مصر عليه قبة بعد سنة 640 هـ، وأصبح  مسجد،  ثم أضاف لها الأمير يشبك بن مهدي سنة 884 هـ مئذنة في عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي، ثم جدد السلطان قنصوه الغوري المسجد في رجب 911 هـ، ومن بعده جدّده الأمير موسى جوريجى ميرزا مستحفظان في ذي القعدة سنة 1138 هـ، وهي هيئته الحالية.