السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 01:14 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

"صائدوا الدواعش" عناصر مسلحة سورية بتدريب روسي

الإرهاب في سوريا
الارهاب في سوريا
أظهر مقطع مصوّر نشرته قناة "Zvezda" الروسية بتاريخ الاثنين 24 أيار/مايو من العام الجاري، مشاركة خبراء روس في تدريب عناصر سوريين على تكتيك الاقتحام والقبض على العناصر المعادية، باستخدام رشاشات متوسطة وأسلحة خفيفة ومدافع عيار 57 مليمترًا. هذه العناصر السورية التي تلقت تدريبات عسكرية متفوقة ما هي إلا " وحدة القوات الخاصة الأفضل في الجيش السوري" والتي اشتهرت أيضاً بإسم "صائدوا داعش"، و لمن لا يعرف هذه الوحدة، هم من أبناء الساحل الذين فقدوا ذويهم في الحرب ضد فصائل المعارضة، و تولوا مهمة حراسة آبار النفط بعد الانتهاء من تنظيم “الدولة الإسلامية” وبحسب ما نقلته القناة عن سمير الدماهيري، قائد كتيبة في ميليشيا “صائدي الدواعش” فإن المهمة الأساسية لهم تكمن في “حماية البادية السورية من العصابات الإرهابية” و إنهم تلقوا تدريباتهم المتطورة في معسكرات مغلقة في اللاذقية شمال غرب سوريا.

 و ليست قناة "Zvezda" الروسية فقط هي من تناولت أخبار هذه الوحدة العسكرية في الجيش السوري و إنما أغلب وسائل الإعلام المحلية في سوريا سواء كانت موالية للنظام السوري أو معارضة له شاركت جميعها في تغطية أخبار هذه الوحدة  في أثناء خوضها لعدة معارك ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا تحديداً في الفترة بين عامي ٢٠١٧-٢٠١٨، ومن ذلك مشاركتهم في تحرير تدمر، حويسيس، عقيربات ودير الزور، ولكن مساهمتهم الفعالة على وجه الخصوص في تحرير بلدة عقيربات كان لها نصيب الأسد من حيث الإهتمام الإعلامي لما بذلوه من تضحيات جسام، وبعد سطوع نجم هذه القوات في فضاء الإعلام، خاصة على منصات السوشيال ميديا، تلاشى بريقهم و قل تركيز وسائل الإعلام على نشاطهم، ولعل هذا الأمر مرده إلى عدم مشاركتهم في المعارك بعد تحرير عقيربات، إلا أنه في وقتنا الحاضر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة من الحسابات خاصة على منصات تويتر و تلغرام، حاولت أن تعيد إلى الأذهان الأدوار التي لعبتها فرقة "صائدوا داعش" في الماضي و تستشرف آفاق المستقبل لهذه الفرقة، و من بين هذه الحسابات الرائجة على تويتر حساب يحمل إسم "محمد هنتر" ينشر صاحبه تغريدات يؤكد فيها انتمائه لفرقة "صائدوا داعش"، ويقدم طرح جديد يكشف من خلاله الستار عن بعض الغموض الذي ظل يكتنف هذه الفرقة، يغرد "هنتر" بأنه تم تشكيل قوات "صائدوا دواعش" بإشراف مباشر من شركة "فاغنر" الروسية الخاصة التي تعد محظورة حتى داخل التراب الروسي ويتم وصفهم بـ "المرتزقة" في وسائل الإعلام الغربية و العالمية، وإن إدارة هذه الشركة الأمنية الخاصة ابتدعت فرقة "صائدوا داعش" حتى يتسنى لها العمل في ظلها لما في ذلك من فوائد جمة من بينها إخفاء تواجد عناصر روسية غير رسمية تعمل داخل سوريا، وكذلك إظهار أمر الانتصار على داعش للمجتمع الدولي و العربي بأنها تمت بأيدي قوات سورية.
أصداء منشورات هنتر في شبكات التواصل الروسية
الطرح الجديد الذي قدمه حساب محمد هنتر على (منصة تلغرام تحديداً) أثار ضجة في وسائل التواصل الإجتماعي في الوطن العربي وكذلك حظى بنصيب وافر من التداول على شبكات التواصل الإجتماعي الناطقة باللغة الروسية فقد رصد الخبراء أصداء ما قدمه هنتر في بعض حسابات تلغرام المخصصة للمرتزقة الروس الذين سبق لهم العمل في بيئات مشابهة لسوريا، و جنح بعضهم إلى أن ما ذهب إليه هنتر قابل للصحة بشكل كبير، إذ ناقش رواد حساب يتبع لمرتزقة روس و يحمل اسم Reverse side of the medal  زاوية تناول محمد هنتر عن نشاط فاغنر في سوريا،  وبذات القدر تفاعل رواد موقع RSOTM مع المحتوى الذي يقدمه هنتر ومن يمعن النظر في منشورات هذين الحسابين ( هنتر و RSOTM ) يشتم رائحة التنافس بينهم على طمس معالم الحقائق، فبالرغم من أن الأخير يسرق محتوى منشورات هنتر من صور وفيديوهات إلا أنه يظهر رواية مختلفة عن تاريخ محاربة الإرهاب في سوريا.
و بحسب إفادات محمد هنتر إن مهمتهم كصائدي دواعش انحصرت فقط في مرافقة عناصر فاغنر أثناء تحرير مناطق حويسيس وعقيربات اللتان لم يسمح لهم بدخولها إلا بعد تحريرها من قبل قوات فاغنر وبعد التحرير جاؤوا ونسبوا الانتصار لأنفسهم، وأضاف أنه تم الاتفاق على هذه الخطوة حتى يرفعوا من معنويات الجنود السوريين الذين كانت معنوياتهم القتالية منهاره وكانوا يفضلون الفرار من أرض المعركة على خطر مواجهة الموت رغم استلامهم لرواتب مغرية آنذاك.


مصدر الصورة: حساب تويتر @MuhHunter
كشف حساب محمد هنتر الكثير والمثير عن أسرار محاربة داعش في سوريا ودور المرتزقة الروس في التلاعب وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي وقد انقسم المراقبون ورواد السوشيال ميديا بخصوص هذه الادعاءات التي يقدمها من يدير هذا الحساب، فهناك من قال أنه حساب دعائي يروم تشويه سمعة الجيش السوري، بينما يعتقد الآخرون أنه قدم الكثير من الدلائل التي تثبت صحة ما ذهب إليه خاصة التي تتعلق بتواجد مرتزقة فاغنر في سوريا.