الجمعة 29 مارس 2024
توقيت مصر 07:59 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

طلاقة لسان الأعاجم وعقدة في لسان متحدثينا...لماذا؟

رضا محمد طه
عند مشاهدتي برامج في بعض الفضائيات الأجنبية مثل سي إن إن أو بي بي سي أو حضرو مؤتمرات أو ندوات يتحدث فيها أجانب، أتعجب من جرأتهم وطلاقة لسانهم  وثقتهم بانفسهم، بالصورة التي تجعلني أسأل نفسي لماذا تنعقد ألسنتنا نحن العرب عندما نتحدث بلساننا العربي المبين؟ خاصة أولئك متحدثينا والذين يتصدرون المشهد سواء في الفضائيات من مذيعين أو ضيوف علي البرامج، أو حتي كبار مسئولينا عندما يتكلون ويرتجلون؟ فعلي الرغم من ثراء لغتنا العربية والتي تتفوق علي اللغات الأخري في عدد مفرداتها الإثني عشرة مليون كلمة، فضلاً عن دقة معانيها التي تحوي ستة عشرة ألف جذر لغوي، إلا أن المتابع لنا يتعجب من تأتأة أوتلعثم الكثير ممن يتحدثون العربية في بعض المنتديات أو لقاءات للمسئولين.
هل الخوف والخنوع والخضوع وغياب النقاش والحوار والنقد التي تعودنا عليها بدءاً من الأسرة مروراً بمراحل التعليم المختلفة وحتي في أماكن العمل هي العامل الأساسي وراء تردد البعض وغياب ثقة البعض بأنفسهم ومن ثم لا يتكلمون خوفاً من عواقب ونتائج يخشون مآلها، من اجل ذلك لا نتعجب عندما نري بعض من من مشاهير علي كافة الأنشطة ولا نستثني مسئولين علي أعلي مستوي لا يستطيعون صياغة فكرة أو جملة متماسكة بلغة عربية سليمة تتوازي مع شهرتهم أو مكانتهم في المجتمع، الركاكة والهشاشة والكلام المشوش بما يشي بأن مجتمعاتنا مليئة بالأدعياء والعاهات والكثير منهم للأسف فقط هم أونطجية غوغائيين وحنجوريين، للدرجة التي أصبحوا فيها مثار تريقة وإنكشاف صورتهم الحقيقية طبقاً لمقولة أرسطو "تكلم حتي أراك". ولا يخفي علي أحد أن الأمر  يبدو وكما لو أن هناك تقليص وإبعاد متعمد وتغييب للجادين أوالبارزين المثقفين المفوهين حقاً الملهمين والنماذج المشرفة التي يمكن أن يحذو حذوها الأجيال الجديدة،  في مقابل ترك الساحة للإسفاف والتسطيح في الأفكار فضلاً عن الإنحطاط في اللغة والسوقية الذين تراجعت معهم مجتمعاتنا إلي مستويات سفلي من اللغة والحوار خلق مناخاً عبثياً وإنفلات سلوكي وأخلاقي.
في البلاد المتقدمة الغربية منها بالأخص، يتعود فيها الأطفال علي التعبير عن آرائهم سواء في الأسرة أو في الحضانة، مروراً بمراحل التعليم المختلفة، فيتخرج الطالب من الجامعة وقد إكتسب مهارات عديدة في جرأة طرح الأسئلة والنقد وفنون الإجابة عن الأسئلة التي توجه إليه، ويستمر ذلك في المجتمع من خلال ندوات وأنشطة الاحزاب وغيره وبرامج الفضائيات، علي النقيض مما يحدث في مجتمعاتنا العربية، حيث تغيب الممارسات السياسية في صورة أحزاب حقيقية والتي إن وجدت في بعض البلاد العربية فبعضها كرتونية وأشبه بالجمعيات الخيرية منها بالأحزاب التي تتنافس وتجتهد كي يكون لها دور في الساحة السياسية والبرلمانات، وحتي لو حدث وعقدت ندوات أو لقاءات أو حوارات فهي للتملق والتزلف ومدح السلطة والحاكم  بأكثر مما تتحدث عن موضوع الندوة او الحوار.