الجمعة 19 أبريل 2024
توقيت مصر 15:41 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

باقة ورد من حدائقه الجميلة

كثير من مسيحيي الشام، كتبوا عن محمد صلى الله عليه وسلم، كتبًا منصفة، تكلمت عنه برقة وعذوبة عكست روحًا "مشرقة"، وقد مسها حب وعشق لشخصيته الفريدة الكريمة، لتلتقي مع ما قاله شوقي رحمه الله "يا سماء ما طاولتها سماء". ولعل البعض يذكر منهم خليل إسكندر وكتابه "دعوة نصارى العرب للإسلام" وخليل الطوال ومؤلفه "تحت راية الإسلام" ولبيب الرياشي ورائعته "نفسية الرسول العربي"، بل إن عشرات من نصارى الشام، مدحوا النبي وأثنوا عليه بما هو أهله، وهذا موضوع آخر لعلنا نتطرق إليه لاحقًا. واليوم نستعرض بعض ما كتبه المفكر المسيحي اللبناني نصري سلهب، الذي وهب حياته لتحقيق التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، وله دراسات حصيفة وبالغة العمق، فيما يتعلق بعروبة مسيحيي الشرق، وأثبت أن عروبة مسيحيي المنطقة سبقت الإسلام بمئات السنين، وانتقد نزعة الكثير من المسيحيين الذين يرفضون القول إنهم عرب، فيلجأون إلى القوميات الأخرى من قبطية وأشورية ومارونية وكأن العروبة ترتبط بدين ما. ولقد اختاره د.عماد الدين خليل كنموذج لمراجعة السيرة من خارج الدائرة الإسلامية، وقد أحسن خليل الاختيار وأصاب الهدف، واختار من حدائقه الجميلة باقة ورد نعرض بعضها في ختام هذا المقال. ولـ نصري سلهب كتابان مهمان صدرا عام 1970 هما "لقاء المسيحية والإسلام" و"في خطى محمد".. ويقول في "لقاء المسيحية والإسلام": "إن الآية التي استطيب ذكرها هي التي تنبع سماحًا إذ تقول: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن – إلا الذين ظلموا منهم – وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون" العنكبوت\46 ويتابع: "ذلك ما يقوله المسلمون للمسيحيين وما يؤمنون به لأنه كلام الله إليهم. إنها لعبارات يجدر بنا جميعًا -مسيحيين ومسلمين- أن نرددها كل يوم، فهي حجارة الأساس في بناءٍ نريده أن يتعالى حتى السماء، لأنه البناء الذي فيه نلتقي والذي فيه نلقى الله: فحيث تكون المحبة يكون الله، والواقع أن القرآن يذكر صراحة أن الكتب المنزلة واحدة، وأن أصلها عند الله، وهذا الأصل يدعى حينا (أم الكتاب) وحينا آخر (اللوح المحفوظ) أو (الإمام المبين).. ويضيف: ".. إن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب. فإذا بهذا الأمي يهدي الإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية منذ كانت الإنسانية ذاك كان القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على رسوله هدى للمتقين..". ويشير إلى أن ".. الإسلام ليس بحاجة إلى قلمنا، مهما بلغ قلمنا من البلاغة. ولكن قلمنا بحاجة إلى الإسلام، إلى ما ينطوي عليه من ثروة روحية وأخلاقية، إلى قرآنه الرائع الذي بوسعنا إن نتعلم منه الكثير".